الصفحة الرئيسية > سياسة > أمريكا والصين وروسيا، الحرب العالمية الثالثة

أمريكا والصين وروسيا، الحرب العالمية الثالثة

 أمريكا والصين وروسيا، وتحضيرات الحرب العالمية الثالثة… المرتقبة.

بعد السلام والقليل من الكلام… سنخوض في الموضوع….

أولاً السلام عليكم…. ويقال فيما يقال، بأن هذه تحية الإسلام (دين)… فاشتراك الكلمتين (الإسلام، السلام) بالمصدر دليل، لضعاف البصر والبصيرة، لكن ما هذه إلا هفوةٌ أو إسقاطٌ غير مبررٍ من بعض المسلمين، وخاصة ممن لم تتأصل بهم العروبة كأبناء الأمم المحيطة بشبه الجزيرة العربية، والذين ينفرون من العروبة ويرجعون كل الإسلام وما فيه من معاني فكرية لكونه مجرد دين (إلهي)، وبالتالي فهم ينكرون فضل العرب (كمجتمع أو جماعة بشرية) على الإسلام…

ومن البديهي لي، التذكير بأن كلمة (الإسلام) تتشارك بالمصدر مع (الاستسلام) و ليس فقط (السلام)… وأن هذه التحية العربية (السلام عليكم) هي مما جادت به قريحة العرب قبل ظهور بطلهم القومي (النبي محمد)..

كان هذا هو السلام.. العربي.

ثانياً – بعض الكلام (قليله)….

إن أي حديث، لا ينطلق من الواقع المعاش، ينفر الناس من قبوله، هذا لصعوبة إعمال العقل من أكثر الناس في المشهد العام، واكتفائهم بالتفاصيل… وبالتالي فهم يحتاجون لثوابت (مسلمات فكرية) متفق عليها للبناء عليها وإتمام المحاكمة العقلية والتي يتبقى لهم الخوض فيها حين الضرورة فقط…

لذا فإن أي حديث، كالذي أنوي الخوض فيه، قد يجعلني واهمٌ أو حالمٌ، بأفضل الأحوال.. يتكلم بما لا أساس له أو ضرورة، بدون هذه المقدمة… مما قد يؤدي إلى إحجام الناس عن الخوض بهذا الحديث والنقاش (المقال) لأنهم غير قادرون على مجاراته فكرياً، (والفكر: هو حركة المعلومات والخيالات ضمن العقل، الذي يحكم بينها ويمايزها).. وليس ذلك لقصورٍ عقليٍ فيهم، بل لعدم الضرورة الملحة، والتي هي الدافع الأول للتفكير عند أغلب البشر.

لذا… هي بناءٌ على ما تقدم ذكره، لمحةٌ عن حال وطننا العربي، و  لِما مثل هذا المقال مبررٌ الإلمام به الآن، وإن كان ليس ملحاً جداً…

بسبب ازدواج معايير المجتمع الشرقي، بين مثاليته (الدينية غالباً)، وبين قيم العالم الحديث (الغربي الأمريكي غالباً).. فقد بقيت بذور لثوراتٍ اجتماعيةٍ ضمن جسد المجتمع العربي، كما هو حال أغلب دول العالم النامي… فالدول القائمة لدينا، غير متماشية مع العالم المعاصر (اللحظة الزمنية الراهنة) إلى حدٍ كبير، وليست متماشيةً مع نظرة جسد المجتمع القديمة المثالية.

لذا فالثورات العربية جاهزة للتفعيل كل ما سنحت الفرص.. لوجود الكثير من القوى المختلفة التوجهات لدينا.. والتي لم تتفق (العقد الاجتماعي) على أسسٍ لتبنى المجتمعات عليها..

فأنا –وقد ذكرت ذلك سابقاً- لست مع هذه الثورات، ولست ضدها.. فهي واقعٌ لا بد من تجاوزه، لأنها أساساً ليست وليدة المجتمع ذاته، بأكثر ما هي وليدة للظروف العامة. ولا بد من الانتقال إلى مرحلة تتصالح بها قوى مجتمعاتنا مع الواقع من جهة، وتتشارك (أو تتفق) على إقامة عقد اجتماعي يعبر عن قيم العرب الأساسية بعد ترقيتها لركب العصر النسبي (أينشتاين) الحالي.. ومن ثم نتفق على ماهية هذا الشيء المسمى (ثورة)، والذي من المصادفة أن لا أساس فكري لديه في كل تراث المشرق (دينياً وفكرياً).. فإن وجدنا إن مثل هذه العملية (الثورة) شيء ما حقيقي الوجود (كما يشاع عالمياً من مفاهيم أخرى متناسقة مع النظرية الغربية الثورية اليسارية وإفرازاتها كالديمقراطية والرأسمالية والليبرالية الخ..).. فإن وجدنا مثل هذه المفاهيم أشياء حقيقية الوجود ومتفقة مع نظرتنا (بعد إلغاء الازدواج) فعليه نثور أو لا نثور لاحقاً… أما قبل ذلك فالثورة (المقدسة إعلامياً حالياً) هي شيء مناقض للنظرة الشرقية (البالية) الراهنة.. ولا تنفع، بل ربما تضر.

…………………..

أعذروني على هذه المقدمة الطويلة… ومن أراد منكم حلول أخرى، أو مجرد البحث عن حلول أكثر نجاعة… فلا بد أنه ممن لا يزال مستمراً بالقراءة.

وأقر هنا بأن العنوان لهذا الموضوع : (أمريكا والصين وروسيا… تحضيرات الحرب العالمية الثالثة..) قد تم اختياره لغاية إعلانية بحتة، أكثر منه واقع مشكوك بحدوثه، لكن مع ذلك فهو ما سأحاول تناوله باختصار..

وربما يكون أهم دوافعي لهذا الأمر.. هو ما كثر الحديث عنه حالياً من فكرة (الشعب العربي لا يقرأ) المنسوبة للكثير من القادة الغربيين.. والجاري تردادها حالياً في ازدواجية الحذر والمؤامرة..

وهي فكرة (وإن كانت صحيحة ظرفياً) فليست أكثر من مجرد حالة ظرفية، تناقض طبيعة المجتمع الشرقي الراغب بالمعرفة والمقدس لها (وإن كان هذا سابقاً)..

ومن الطبيعي لأمة منكوبة ومفتتة مثل حال الأمة العربية أن تنشغل بالكثير من القضايا أكثر من إنشغالها بالقراءة..

وفي الأحداث العربية الأخيرة قرأ العرب من الكتب والمعلومات (والأطعمة الفكرية المختلفة والمتنوعة) ما سبب لهم عسر هضم حقيقي.. كما هو حالهم منذ مطلع القرن الفائت.

وتشهد شبكة الانترنت هجوماً عربياً مكثفاً، لا يمكن لأمة صحيحة معافة (كأمريكا أو أوربا مثلاً) من أن تفهم وتتروض وتستخلص النتائج مما قرأته.

والعنوان ما هو إلا (وسوم) ودليل وعامل جذب.. كما تفعل الكثير من القنوات الإعلامية بغية استقطاب جمهور لها. حتى وإن كنت بصدد الحديث عن العنوان ذاته.

………………..

الواقع وأمريكا:

لا بد من تأسيس اعترافنا بأن أمريكا هي القوة العالمية العظمى، وهذا هو أمر واقع..

وبتذكر أبطال اللغة، العرب أجدادنا، فإن مما تناولوه فكرياً تأسيس لغتهم العربية على الرموز (مرئية صوتية)، وليس الاصطلاحات كما في كل اللغات الأخرى..

وكلمة واقع… تعني ما تم حدوثه، بغض النظر عن الحتمية، أو الاستمرارية، أو مماثلتها للحق (معاني الكون) لتصبح “هي هو”.. فالواقع “هي” هو إسقاط للمعنى ” هو” (الله عند الإسلام والمتدينين) بعد تجريده من الزمن.. ومن أحب ما قيل في هذا الشأن قول المبدع الموسيقي زياد الرحباني، في مقدمة أغنية مربى دلال:

(( ولقد……… فيطيب لي بأن……… فإن هذه الواقعة قد وقعت، فهي إذن واقعية…. وبالتالي فقد تم تلحين هذا اللحن، بعد أن وقعت هذه الواقعة… وكان ذلك في العام 1975…حكمت………لذا، أود لواقعيتها.. أن أغني مقطعاً منها…الخ.)

فبكل بساطة حدس زياد الرحباني هذا الالتباس الحاصل من مقارنة القيم المثالية (المتناهية العدالة= الله = معنى المعاني) مع ما يرى كل يوم (الواقع).. وإن كان لم يقدم التفسيرات.. لكن ببساطة أكد على معنى الواقع الذاتي.. (ما قد وقع هو واقعة وبالتالي واقع.. شاء من شاء وأبى من أبى).

وعلى هذا الفهم للواقع (كمعنى ذاتي للكلمة والرمز اللغوي لها) فإن أي إدعاء بأن أمريكا ليست قوى عظمى، هو تغييب غبي لكل ما يمكن للإنسان أن يعاينه..

ومن أشد الأسف أن الثورات (كما هو معتاد بكل ثورة  أو احتجاجات شعبية) تكون متلحفة بقيم مثالية شديدة المفارقة للواقع، وتغفل جانب مهم من المعنى الكلي.. وهو الواقع. وهذا طبيعي لأي حركة شعبية عادية، ناهيك عن التدخلات الخارجية.

نعم، بكل بساطة الثورات الراهنة اعتبرت نفسها (أو أريد لها كذلك.. أن تكون بهذا الغباء) أقوى من أي قوى عالمية أخرى، وبذا لم تفهم الصورة الكاملة.

فإن الواقع شيء، والغاية المطلوب التوجه إليها شيء آخر (متخيل في الذهن) لم يتحقق، ولم يصبح واقعاً بعد، ليصار على التعامل على أساسه.

والغربي الفكر والنظر في القرن الفائت، كان يفهم بداهة (لمعاصرته للأمر) بأن المسايسة أمر لا مفر منه، لذا هو فهم أن ما قام به من اضطرابات هو أمر وما جرى اصطلاحه من مفهوم للثورة من قبل السياسيين حينها هو أمر آخر. ويدل على ذلك مسار الثورة الاشتراكية والشيوعية في أوربا، وما رافقها من فكر آنذاك من كل الطرفين السياسيين والمثقفين.

 

الواقع والقوى الأخرى:

نعم، يوجد قوى أخرى في العالم غير أمريكا…حالياً.

فإن الطبيعة أحياناً لا تسير كما تشاء أمريكا.. وكذلك أتباع قوانين الطبيعة كالزلازل، والبراكين، وتوزع الثروات الطبيعية في أراض مختلفة، وطبيعة الشعوب (غير مكتملة الفهم تماماً) المماثلة إلى حد رهيب للطبيعة الأم..

كما يوجد دول كبيرة كالصين، وروسيا، وأوربا …

وهي مجموعة قوى عالمية (واقعية) لا تتفق فيما بينها دائماً..

لكن تماشياً مع الفهم السابق لكلمة الواقع، فإن الإدعاء بأن كل هذه القوى (الأخرى) يمكن لها أن تشق عصى الطاعة على الولايات المتحدة، هو مجرد حلم جميل عند البعض، ووهم محض عند العارفين، والمراقبين الحذقين.

ومما يجب الاعتراف به، أن الإنسان الذي سخر الطبيعة لخدمته في الكثير من النواحي.. هو  بذاته تجلٍِ لذكاءٍ خارقٍ (مقارنة مع الطبيعة الأم)، جعل كل ما تقوم به الطبيعة يصب في مصلحته آخر المطاف… وإن حدث وتوفي إنسان عرضاً، فقد ترك وراءه المزيد، الذين لا يقفون في طريق لجم الطبيعة، طال الزمان أم قصر.

وأمريكا، هذا المارد البشري الذكي (الأمة)… وذلك الشعب الذي تفتحت فيه بذور ذكاءه الذاتي، لم يترك العالم (وما فيه من قوى) يعجزه عن الاستزادة من أسباب القوة، ليؤكد بأنه حقاً الأول.. وإن كل ما يحدث راهناً سيصب في مصلحته.

لذا يجب الاعتراف بهذا النفوذ الأمريكي، والإضافة إليه عامل أن بقية القوى مجتمعة ليست (بتفرقها الحتمي) نداً، ولا سبيل لتوحيد جهودها على منافسة المارد الأول.. فهذه سنة للحياة، لم تتبدل بعد.

إلا إن من سنن الحياة أيضاً ما يعرف (الموت، والحياة) أو (النوم واليقظة) أو …

ومن خلال هذه الثنائية ذات التصميم الفريد تغلبت الحياة على الصيرورة الوجودية، وأنجبت بذكائها المنبثق الإنسان في آخر المطاف، بهذه الوسيلة..

وإن نشوء الأمم (الحضارات كاصطلاح من علم الاجتماع والتاريخ) له مقابل، وهو اضمحلالها.. وهذا ما لا بد منه أيضاً.

وبقية قوى العالم المعاصر، جميعها تتأهب للتمركز كبديل عن الحضارة الحالية (الأمريكية بتميز). وجميعها قد تكذب بشأن أفول نجم أمريكا، لأنها تحلم، كما يحلم كل إنسان فقير أحياناً بأن يشتري سيارة وفيلا ضخمة.

ومفارقة الواقع، التي تصيب هذه القوى العالمية الصغيرة بتفكيرها المعلن عن حتمية زوال أمريكا وقرب ذلك، لا يمكن أن تنتهي إلا بمفارقة أمريكا ذاتها (كقوة عظمى) أولاً للواقع.. وطالما لم تسقط أمريكا بعوامل ذاتية (إلى حد كبير)، فإن سقوطها الخارجي، أو التنبؤ بسقوطها، سيبقى أكثره مجرد أحلام وخيالات..

وليس من المستغرب أن أكثر من تكلم (جازماً) عن سقوط وشيك لأمريكا (كقوة عالمية وأمة حضارية) هم بقية الأمم الأخرى، وخاصة الصين وروسيا. بينما ينبري مفكري أمريكا على إيجاد المخرج من هذا الأمر (الذي هو حتمي في نهاية المطاف) بكل بساطة، من خلال ما شاكل من نظريات صراع الحضارات، وهو وإن بدا ظالماً للآخرين، إلا أنه الواقع، بما لا يقبل الشك. وأمريكا لا تسقط بأحاديث الآخرين.. كما أنت لا تموت بكلام جارك وذمه لك.

الحربين العالميتين والمنتصر الحقيقي:

في القرن الفائت، كانت أمريكا قد استغلت النزاع الحضاري بين كل من أوربا (ألمانيا الأمة) وبين روسيا (السوفيت)، ونجحت من خلال الحركات المدارة من أراضيها (كالماسونية والصهيونية) على التبيان الثقافي بأن النزاع الحاصل حينها هو نزاع لدول متشتتة على السيادة، فكانت قد صدرت بخبث متناهي الليبرالية، وقضت على القوميات الأخرى، بأن كانت الليبرالية (اللاقومية) ديناً أمريكياً خالصاً، وقومية خاصة بها.. وبالطبع فقد استفادت من قصور النظرية القومية عند النازيين ومدى تطرفها، وأحالت قصور النظرية الأممية (القومية السوفيتية) إلى مرحلة أخرى من الصراع.. فنجحت بتحتيم تصادم الجارين الأوربيين، وإضعاف المنتصر، لتتصدر الساحة العالمية، وتكتسح السوفيت لاحقاً..

لا، لم يكن ذلك مؤامرة، (كما تفهم كلمة مؤامرة الآن)… بل كان ذلك ما يجري غالباً على مستوى الأمم (التصارع).

وكان من أهم عوامل نجاح الأمريكان بهذا انعزالهم بجزيرة بعيدة عن أوربا وبقية المتصارعين. وكل العوامل الأخرى المتفرقة ما هي إلا إضافات زادت من القوة، لكنها لا ترقى للجوهر.

فنستطيع ذكر دور الحرية على إذكاء الشعب الأمريكي بعد أن تحرر من كل القيود القديمة.. إلا إن هذا ما كان ليتم لو كانت أمريكا بجوار بريطانيا.

فلهذا العامل الجغرافي، الدور المحوري في تعزيز بقية العوامل.. والتي أنتجت أخيراً استفراداً وظهوراً جديداً لطفرة حضارية (الأمة الأمريكية). والطفرة هي أساساً ما شذ عن القانون بحرية ذاتية.

وأكاد أجزم أنه لولا تصادم ألمانيا وروسيا (تحديداً).. لما أطل الزمن علينا بأمريكا المعاصرة.

وعلى ما سبق، فإن أي حديث عن نشوء حضارة عالمية أخرى مرهون بتصادم يزيل القديم، ليستغل ذلك وافد بارز جديد… مع أن ذلك ليس قاعدة.

ويلعب في فهمنا هذا.. تاريخ المنطقة لدينا كمثالٍ عن تصارع الرومان والفرس الذي أتاح الفرصة لشرارة عربية أن توقد نار حضارة العرب الإسلامية.

وإن أي كلام عن سقوط أمريكا الذاتي، سيكون بمعزل عن التنبؤ بالبديل الجديد، أو يجب لكل محلل أن يفعل ذلك… لأن هذين الأمرين غير مترابطين بالضرورة.

فمن المتوقع أن يتلو سقوط وأفول أمريكا تصارع بين روسيا والصين ينتج بزوغ ما لم يكن يحسب حسابه… وهذا ما له من الشواهد التاريخية أمثلة عديدة.. لكن كما قلنا ليس ذلك قاعدة عامة.

وإن كنا قد استفتحنا بحديث عن (الواقع)، فإن (المتوقع) يتساوق بما لا يقبل الشك معه، لأنه يستقي منه مداده ونسغه. والذي سأتحدث عن آخر ما أطل به..

تحليلات وتنبؤات متفرقة:

في عام 1998 انعقد في النمسا مؤتمر دولي بعنوان (الحرب المعلوماتية)… ومن بين 400 مندوب، منهم 150 ممثلين لأمريكا… انبرى الدكتور إيغور بانارين من وزارة الخارجية الروسية، بطرح محاضرة عن تفكك الولايات المتحدة إلى أجزاء بأسباب اقتصادية مرتبطة بشكل ما بالدولار غير المدعوم، فضجت القاعة بالصيحات.

عندها كان الدين الخارجي الأمريكي حوالي 2 تيرليون دولار وبعد عشر سنين فالرقم قد جاوز 11 تيريليون، وما يزال يتوالى صعوداً كالهرم.. إلى حد انهيار ثلاثة من أقدم خمسة بنوك في وول ستريت، والبنكان الباقيان على وشك الانهيار .. وحتى كبرى الشركات الأمريكية كجنرال موتورز وفورد على وشك الانهيار.. ولم تعد أمريكا معنية بتنظيم السوق العالمية وضبطها وتمويل صندوق النقد الدولي الذي أصبح صينياً تقريباً.

وبالرغم من اختلاط تنبؤات الدكتور بنارين بالأحلام، إلا أن نبؤته الاقتصادية هي أمر قد تحقق، ولم يعد خافياً على أحد أن الصين أصبحت تمسك الاقتصاد العالمي حالياً، من خلال تمويلها لصندوق النقد وتحكمها بسياساته.. ومحاولات روسيا المحمومة لاستبدال الدولار وإخلاء سفينة التايتانيك (السياسة العالمية الدولارية) من خلال بيعها للنفط بالروبل الروسي ذو الدعم والرصيد الذهبي، اختلافاً عن الدولار عديم الدعم المماثل..

ولم يعد خافياً على أحد بأن خير داعم للدولار، والاقتصاد الأمريكي المحلي، هو بيع النفط في البلدان النامية (خاصة العربية) بالدولار.. وبدون ذلك سيختل الاقتصاد العالمي، وينهار الأمريكي في غضون لحظات، بالرغم من استحياطات أمريكا بعدم بيعها لنفطها والاكتفاء بتركه للمستقبل.

لا يمنع من أن مثل هذه النظرة مفارقة للواقع باختلاطها بالأحلام.. وتناسيها للقوة الأمريكية الحقيقية المتمثلة بجيشها الممتد والممسك بالدنيا، وبقية خيوط اللعبة السياسية في أنحاء العالم.. وإن بقية اللاعبين الدوليين من القوى الأخرى لا يجرؤن على دخول صدام لم يحن آوانه… ويبقى العامل الذاتي (أي سقوط الامبراطورية من الداخل) هو ما يعول عليه بقية اللاعبين الأذكياء.. ولا يريدون خسارة فرص تفردهم أو مستقبلهم بمهاجمة نمر جريح، هو ميت في النهاية.

ويبرر مثل هذا التحليل (المتوازن إلى حد ما) سبب إحجام الصين عن التخلي عن أمريكا الجريحة، واستمرار تمويلها، ومحاولة مشاركتها الصدارة من دون أي صدام يذكر.. بالرغم عن كل ما يشاع عن اختلافات جوهرية سياسية بين البلدين..

فحالياً 53% من سكان مدينة سان فرانسيسكو هم من أصل صيني، وعاصمة ساحل المحيط الهادئ سياتل تعتبر بوابة الهجرة الصينية، وقد كان أمريكي من أصل صيني محافظاً لواشنطن.

وليس غباءً أن تحجم الصين (مارد المليار نسمة) على دخول ساحات النزاع العالمي كما أعلنت حتى عام 2020.. بل هو حساب وجرد لتاريخ نشوء أمريكا ذاتها التي تجنبت الحربين العالميتين. ومن المستحيل أن تفكر بدخول نزاع وصراع مع الولايات المتحدة في ظل استقرار تفكيرها السياسي، والذي جعل الحكمة من نصيب القادة الصينيين الذين لا يجدون من ينافسهم على كراسيهم، في ظل الشيوعية.

كما أن الصين بتوجهاتها هذه قد أجبرت أمريكا على تجنب الصراع المحتوم الذي كان سيطيل عمرها فيما لو واجهت الصين، خاصة لو انتصرت عليها، كما واجهت قبلاً المارد السوفيتي.

أما في البعد الروسي، فإنها وإن اختلف ما تفعله عن المعلن عنه، تحاول بطرقها الخاصة استباق المحتوم..

واليوم (19 – 10 – 2011) وقعت كل من كازخستان وبيلاروس (يبلاروسيا) اتفاقية الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في موسكو، بما سيتبعه من إلغاء الضرائب الجمركية بينهم…

بينما عقدت أوكرانيا وروسيا مؤتمراً اقتصادياً من أجل بحث مشاكل الغاز بينهما، لربط كل من كييف وموسكو (بحال الاتفاق) باتفاقية مشتركة لتنظيم هذا الشأن بما سيتبعه في مجال الاقتصاد.

وهذه الأمور في منطقة الأوراسي أصبحت ملحة وعاجلة دلالة تفشي التخوفات من أحداث أمريكا والأزمة الاقتصادية القادمة لا محالة، في حال ابتعادها وتخلي أمريكا النهائي عن تنظيم الأسواق العالمية.. وهذا استمرار لسياسات روسيا الخجولة التي بدأتها منذ فترة على بدء تعاملها بالروبل نفطياً وترك الدولار لحاله المأساوي.

نبؤة أخرى….

بعد انفتاح العالم على بعضه (بالثورة المعلوماتية) فقد بات من المؤكد أن نظام عالمي متفق عليه من القوى الكبرى، هو أمر لا مفر منه، لتحقيقه الفائدة لجميع الأطراف.

وعلى هذا فإن القراءة الأخيرة أمرٌ شبه متفق عليه بين القوى العالمية الكبرى، وخصوصاً منها تلك التي استمرأت طول الاستقرار، وخبرت منه ما يبعث من حكمة وحلم ودهاء للصراع على البقاء بوسائل أكثر رقياً وأقل دمويةً.. وأنه بالرغم من أن قانون الغاب هو أهم قوانين العالم، إلا أن ضرورة استبداله بنسخ أكثر لطافة (إنسانية) هو أمر محتم أيضاً.

إلا أن أمريكا حالياً هي الوحيدة التي باتت أسيرة فكرها الاستبدادي الذي أنشأته رغماً عنها لتنمو وتزدهر فيما مضى..

ولا أدل على ذلك من مظاهرات وول ستريت الحالية، التي تبعث على الدهشة للمفارقة بين من يدعو الناس للحرية (وفقط الحرية= الليبرالية= الديمقراطية الأمريكية طوال القرن المنصرم) وبين من يطالبون بها في شوارعها.

كما أن ألاف العاملين الذين  سيخسرون أعمالهم قريباً، سيكونون عوناً لاستمرار الضربات الذاتية للنظام الرأسمالي الأمريكي، والذي هو حقيقة من يحكم العالم حتى الآن.

لقد أسرت أمريكا نفسها على فكرة رأسمالية بحتة (قوة السوق وكفاءته) وعملت على تحريره من كل القيود، إلا أن السوق نفسه الذي بالغت في دعمه، ها هو يتركها تستنفذ طاقاتها ويبقى هو متفرجاً.

 استنتاج….

ليست الدنيا أبيض أو أسود…

كذلك الشعوب، وشعبنا العربي كذلك، فليس غبياً، ولا ذكياً… إنه شعب، وهو كما يفترض أن يكون الشعب، محايداً للذكاء مقارنة بالأفراد، ومقارنة بأمور أخرى، إلا أنه يظهر ذكياً بالمناسبة والمقارنة بينه وبين شعوب أخرى، زمنياً أو مكانياً…

ليس للعرب فرصة حالية بتفهم ما يجري لأنهم قد انشغلوا في مرحلة مفصلية بهموم تتعلق بالطعام والشراب، ولأنهم لم يحققوا وحدتهم ولم يكرسوها كهدف من أهم أهدافهم المرحلية..

فلا هم عادوا إسرائيل، ولا هم تفاهموا معها… ولا هم عادوا إيران ولا اتفقوا وتكتلوا معها. وكذا دأبهم، في ظل غياب الحرية، وإخفاء وإطفاء صوت عباقرة مفكريهم الذين نذروا أنفسهم للوحدة أولاً.

ولطالما كان المنادي بالوحدة العربية مجرد أحمق أو واهم، ولطالما غاب عن الفهم أهمية الاستقرار للنمو، ولطالما الدعوة الأولى المنتشرة هي للحرب والقتال والجهاد، قبل دعوات السلام والوئام، ولطالما بقي العرب يفكرون في ما يأكلون غداً متناسين بعد غد… فهم لم يفطنوا للسياسة، ولا فطنوا لسياسة الحياة نفسها… الموت والولادة، النوم واليقظة.

وأمريكا ستسقط دون أية حروب، (برأيي السابق) وستنبلج قوى عالمية أخرى، وسنبقى عما قريب في مراكز متأخرة..

وما يشاع عن صراع حضارات هو نظرة أمريكية متطرفة آن أوان استبدالها بصيغة أفضل للبشرية. يبقى فيها الصراع مستمراً بأشكال أخرى لا غير. مع مراعاة أن الزمان عرف أوقات تزاوجت فيها حضارات مع أخرى وتلاقحت من دون صراعات تذكر..

حينما تبحث عن ما كتب عن الحرب العالمية الثالثة، تجد أن أغلب من يكتبون عن ذلك هم أمثالنا من أمم الأرض، بالإضافة لأفكار جمعيات كالماسونية وما شابه، من أسيري الليبرالية الأمريكية الراهنة الذين أصبحوا أسيري ما كرسوه لخدمتهم سابقاً.. بينما يذهلني برود القوى العالمية الأخرى في ما تظهره من أفعال ميدانية صرفة..

فبينما ينبري بعض المفكرين الشعبيين (روسيا والصين) للتنبؤ عن الحروب وسقوط أمريكا، تجد أن مراكز القرار في تلك البلدان ذاتها، تعمل على نحو مختلف، وتعمل بسياسات تمهد وتفتح باب جديداً بالعلاقات العالمية..

أما لدينا ما نزال ثواراً حتى نقي العظام، نثور شرقاً وغرباً، (للحاكم وضده)… بينما لا ندرك أن الثورة (مجازاً) يجب أن تتعلق بنا.. بنا نحن.. ولرفعتنا نحن.

ولا ندرك بأن المصالح غالباً تتحقق دون كثير النزاع.. ودون الكثير من الجلبة.. كما أن الإنسانية المتعالية ستطل بطرق لا حصر لها، وانبلاجات جديدة.

فهنالك من الألوان ما خلا الأبيض والأسود، ألوان أخرى جميلة.

لكن كل ذلك لا يجب أن يدفعنا للتشاؤم.. فإن من أهم ما فعلته الأحداث الراهنة هو أنها أكدت أنه ما يزال هذا الشباب الناهض يعتمد عليه للتصدي لما يحاق بنا، وإن كان يحتاج بكل تأكيد لحكمة الكبار.. المختفية هذه الأيام. وقد تصح المقولة الشعبية المثالية (العرب أكثر الأمم حياةً).

كما أن هذه الأحداث لم تترك لنا شيئاً لم نفعله سوى حلمنا الأهم والأوحد… (وحدتنا) (دولتنا الواحدة، أو الموحدة).

عسى أن نتفهم أخيراً أنها الغاية الأولى وحجر الأساس لكل ما سيلي. وتصدق تلك المقولة القديمة نحن نعشق الحياة ونقدسها حقاً.

  1. 27/10/2011 عند 9:29 ص

    سامح عقلي، لم افهم.

  2. أيهم سليمان
    27/10/2011 عند 11:22 م

    اعذرني لعدم امتلاكي مهارة الإيضاح … ربما بسبب كثرة المعلومات والمدخلات تصبح الرؤية الموجزة (البليغة) مهارة لا أدعيها..
    لكن الملخص بشكل ما:
    (( لا حقيقة، ولا مؤشرات ملموسة لما يسمى مجازاً حرب عالمية ثالثة))..

    على فكرة وعلى الهامش… الحربين العالميتين هما كذلك (إصطلاحاً) لا مفهوماً حقيقياً مباشرةً… ربما يكون أكثر ما دعى لاستخدام هذا الاصطلاح آنذاك كثرة القتلى في أوربا، وكثرة الدول المشاركة…
    لكن إن نظرت إلى الأمر من عدة زوايا ستجد أن هذه المعايير اصطلاحية (نسبية)..

    الحرب الباردة مثلاً، هي حرب عالمية بوجهة نظر البعض.

  3. 28/10/2011 عند 9:44 م

    الصعوبة التي اواجهها هي محاولة النقاش، أو وضع Like مثلا، أو استخراج معلومة.

    المقالة التي تكتبها تحتوي العديد من النقاط، نقاط أتفق معك بها و نقاط أختلف.
    ضمن اسلوبي النقاش أشير إلى نقاط الاتفاق و الاختلاف لا فقط على الاختلاف، ذلك يعطيك الانطباع الصحيح عني يساعدك بالرد على نقاط الاختلاف.
    ما يحدث المقالة تحوي نقاط كثيرة كل نقطة تحوي نقاط فرعية، لذلك فهي بعيدة عن قدرتي للنقاش فيها، لذلك أظنها المقالة لاتتجاوز الخواطر التي تمر في الذهن، لذلك نكتفي بالقراءة، ومحاولة استخراج المعلومة المفيدة منها.

  4. أيهم سليمان
    29/10/2011 عند 2:37 ص

    هي بالطبع أخي ما ذكرت أنت… حياك الله.
    (خواطر) أو حتى (خيالات) هي كلمة لا بأس فيها للتعبير عن أمثال هذه المقالات…
    فهي تعتمد على الطريقة الوجدانية لمقاربة أحداث الدنيا أكثر منها معلومات أو أخبار صحفية…
    في علم السياسة (وفي التاريخ والاجتماع عموماً) أخي الكريم شنفرى… هنالك من يستطيعون التحليل بناء على المعلومات المتاحة… (وأنا لست منهم) فأنا لست صحفي متخصص، ولست من خريجي معاهد وجامعات السياسة المتخصصة.
    وهنالك من يحاولون قراءة الأحداث تماشياً مع بقية الأفكار الفلسفية والفكرية في الحياة لذا هي أقرب إلى (نظرية) و (رؤية) للأحداث تغيب فيها من الأحداث البعض على حساب إظهار أحداث أخرى.. مثال ذلك نظرية (صراع الحضارات) وهي وجهة نظر فوكو ياما، أكثر منها وقائع ملموسة… ومثل نظرية (حوار الحضارات) وهي أيضاً كذلك..

    أدعوك أن تفضل طريقة ما من طرق الكتابة بالسياسة (طريقتي الشاعرية) أو طريقة أكثر علمية (واعتماداً على الوقائع البحتة).. ومن ثم تجد ما ترتاح في التعامل معها أكثر..

    في هذا المقال السابق: إذا لاحظت معي لا يوجد وقائع بحتة سوى (مؤتمر 1998 المذكور الخاص بالحر المعلوماتية، واتفاقية 2011 الخاصة بالأوراسي) بالإضافة إلى معلومة عن (سكان سان فرانسيسكو وتناسب النشاط الصيني في الولايات المتحدة)….. أما بقية الأمور هي رؤى (جمع رؤية) أزعم (أنا) بأنها رؤية واحدة متوافقة مع بعضها… وبالتأكيد فأنا قد أغفلت بعض المعلومات الأخرى حول الموضوع (الصين وروسيا وأمريكا) لأنني (كما أعتقد) رأيتها لا تؤثر على مجرى النظرة التي أوردتها، ولم أورد إلا ما توافق مع نظريتي ورؤيتي، وأزعم بأن بقية الأمور تفاصيل…

    نعم، تتهم هذه الطريقة بالتعامل مع أحداث العالم (سياسة واقتصاد واجتماع) المتعلقة بالإنسان بأنها ليست واقعية أو شاعرية… لكن هنالك بعض الناس تفضلها، وترى أن لا وقت لديها للدخول بالتفاصيل، أو لا معنى أساساً للدخول بالتفاصيل.. وترى أنه لا بد عند التعامل مع القضايا التي تخص الإنسان، والتي للنشاط الإنساني دور بها، من التعامل العام والوجدانية، لارتباط البشر فيما بينهم بعلاقات وجدانية كثيراً..
    والطريقة الواقعية العلمية البحتة تتهم بأنها قاسية ومجردة (من الإنسانية) وتهتم بأدق التفاصيل، التي كثير منها، مجرد أحداث فوضوية.. لا معنى إنساني لها.. وهنالك من يفضلها، لأنه يرى بأن لا علاقة مباشرة بين الإنسان وروابطه الاجتماعية بفكره، بل هي مجرد مرحلة مؤقتة من مراحل التطور.

    هنا، أنت تقول بأنك تفضل الطريقة العلمية لقراءة الأحداث الإنسانية، حيث المعلومات هي ما يهمك وتريد استخلاصها… فستجد لذلك مواقع الأخبار والمعلومات الصحفية موئلاً لذلك.. لكن مما وجدته في حياتي العملية، أن العرب (عموماً) يفضلون الطريقة الوجدانية التي تناور بين عرض المعلومات وتحاول إكمال الصورة التي تبقى ناقصة، فستجد بها صورة كاملة أوضح..
    وأذكر لك بأني استفدت كثيراً من تعليقك هذا..

    تقبل شكري الشديد، أخي العزيز.. ودمت بكل الود.

  5. 29/10/2011 عند 8:43 م

    أنت لك الشكر أخي أيهم لرحابة صدرك، تقبلني صديقا.

  6. أيهم سليمان
    30/10/2011 عند 4:17 ص

    أتشرف بذلك أخي الكريم…….. الذي أحببته لاسمه أولاً…
    دمت بالود صديقي.

  7. 30/10/2011 عند 6:20 م

    نعمت صباحا أو نعمت مساءُ يا أخ العرب – اعتقد بأن هذه كانت تحية العرب قبل الاسلام وليس في الجاهلية فلم يكن ثمة جاهلية وقتها تشبه جاهلية هذا العصر العربي على سبيل المثال ……….
    أما الحرب العالمية الثالثة فهناك من تحدث عن وقوعها فعلا وهناك من يتحدث بأنها قائمة … البعض يحتاج الى بنط عريض أو اعلانات تحمل العنوان ” الحرب العالمية الثاثة ” !!!

  8. أيهم سليمان
    30/10/2011 عند 9:58 م

    قراءة رائعة بخصوص الحرب العالمية الثالثة…. معك في هذا. الأمر نسبي خاص بالتسمية… وقد يكون ما يحدث الآن هو حرب عالمية ثالثة…
    فلما لا تجده كذلك بما يخص التحية (السلام عليكم)؟ وأن تعابير كالجاهلية هي نسبية أيضاً؟
    أساساً لا أظن أن التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة الرهيبة.. لا بد أن يكون هنالك اختلافات.
    ودمت بكل ود أخي رياض… شرفتني.

  9. عبده الناصح جدا ومش مغفل
    02/05/2012 عند 7:52 ص

    واضح من كلامك التحامل على الاسلام وتحية الاسلام ولا اراك الا انسان معجب بنفسه وناقل مجرد نقل لبعض الانباء ويا ريت تحتفظ بتعليقاتك عن المسلمين لنفسك لان الحكاية مش ناقصاك بصراحه ولما تتكلم فى موضوع تدخل فيه بدون استعراض واستظراف لا حاجة لنا به ولا شكر على واجب ياااااااا ظريييييف

  10. أيهم سليمان
    08/06/2012 عند 8:19 م

    أخي الكريم عبده….
    النبي العربي محمد ليس ملكية خاصة لك…. وهو نبي العرب ورسول الله للعالمين كافة….
    وأنت وآرائك بالإسلام ليست قانوناً إلهياً…
    أنا مسلم ولي الحق في أن أرى الإسلام وأقرأ القرآن وأتدبر معانيه بعيداً عما يقوله بعض المشائخ هنا أو هناك…

    الإسلام العظيم ليس شيئاً آخر سوى العروبة لمن تدبر معاني اللغة… ربما هذا ما لفت انتباهك في مقدمة الموضوع…
    على العموم احترم رأيك… أي احترم أن تتقدم به.
    أشكرك أخي عبده على الملاحظة.

  11. 11/08/2012 عند 5:19 م

    نموذج من المقالات الساخنة عن الحرب المرتقبة:

    ((ما هي مفاجأت الجيش السوري التي أشا إليها الأسد والتي ترعب إسرائيل والغرب)) (( موقع الحدث نيوز \ الإخبارية القومية)) (( http://www.alhadathnews.net/))

    هل من الحكمة التحرّش بدولة تملك اكبر كتلة صاروخية في الشرق الأوسط , احد مكوّناتها :

    ” الاسكندر ” الروسي بنسخته المعدة للجيش الروسي لا التصديرية والذي لا يوجد له نظير في العالم واصطلح عليه الأطلسي بـ : ” الحجر “
    وصاروخ NISS فخر الصناعة السورية الذي انطلق من شرق سوريا وأصاب مجسما بحجم دبابة في صحراء إيران ! .
    ما هو السلاح الذي يدمّر كل الطائرات التي تقع في دائرة قطرها واحد كيلومتر في الجو والذي تخوّف منه احد المسؤولين الصهاينة .
    هل يوجد حل تقني لتجاوز خطر اعقد شبكة دفاع جوي في العالم ؟

    ما لذي بمقدور سلاح الجو الأميركي فعله أمام SS 300 , أضف إليه الـ :
    PANTSAIR ” كلاشنكوف الدفاع الجوي ” والـ : POOK M 2 الذي يستعمل لضرب الأهداف البحرية والجوية على حد سواء .
    في البحر يقولون أن درّة الصناعة البحرية الروسية الـ : ” YAKHONT ” والذي تسلّمته البحريّة السوريّة يجعل من حاملة الطائرات الأميركية : ” سلة بيض ” .
    تعديلات في الهيكليّة والتسليح وأسلوب القتال أجريت على الجيش السوري فتفرد مع نظيره الإيراني بأسلوب يزاوج بين حرب العصابات وأسلوب القتال الكلاسيكي للجيوش النظامية مما أسّس لمدرسة جديدة في العلم العسكري وبالتالي :
    أي جيش يشن عدوانا سيواجه نمطا جديدا غاية في التعقيد والذكاء من القتال أضف لذلك :الخبرات العملياتيّة الهائلة التي اكتسبها على مدى العام والنصف من عمر المؤامرة .
    في حرب تشرين كانت المناورة في مساحة 70 كيلومتر بينما اليوم على مستوى سوريا .
    إذا الجيش السوري يخضع لمناورات بالأسلحة الحية على مدى عام ونصف مما اكسبه خبرات كبيرة بالإمداد والتحشيد والمناورة والتنقل السريع والقتال في المدن وغيرها من خبرات ستجعل منه جيش احترافي .
    كل المعلومات إنّما هي رأس الجبل الجليدي فقط , فقد قال سيادة الرئيس :
    ” يعرفون شيئا عن إمكاناتنا وأشياء لا يعرفونها “وضعوا خطين تحت كلمة أشياء .
    تكلمنا عن تسليح الجبهة السورية , لكنها كما الدولة السورية جزء من منظومة إقليمية تمتد من إيران إلى العراق الذي يعتبر العمق الاستراتيجي لها إلى لبنان ولا ننسى طبعا جيراننا في الساحة الخلفية .
    خبراء البنتاغون في المنطقة ، ممّا يجعل الدخول في حرب مع أهلها قرار أحمق بالمعنى الكامل للكلمة وخطا قاتل لا يمكن إصلاحه ولا تحمل تبعاته أبدا .
    لكن هل هذا كاف للقول لا حرب في الأفق ؟ .هل تحتمل أميركا خسارة بحجم الشرق الأوسط ؟ لعدة أسباب معروفة بالطبع لا..
    خروج سوريا منتصرة يعني نجاح مشروعها بقطبيّة متعدّدة وبخلق مد قومي عربي أقوى من المد الذي اجتاح الأقطار العربية زمن عبد الناصر وبالتالي إعادة الكيان العبري إلى المربّع الأول وحصاره فيه وراء جدران ستضيق نقلة بعد أخرى
    نجاح المشروع السوري سيفرض على الأميركي القتال على أبواب واشنطن .
    إذا ما الذي بوسعه أن يفعل ؟بهذا الفرض لن يجد الأميركي من يخرجه من المأزق والسقوط الكبير غير السوري نفسه ! .
    العقل السوري الذي يدير الصراع كان عسكريا قبل أن يبدأ العمل السياسي .
    لذا قد يؤمّن ممر إنساني إجباري .
    أليس هذا بالضبط ما حدث في الثمانينات عندما حمى ظهر الأميركي أثناء انسحاب الأخير من لبنان بعد تلقيه ضربات قاتلة من السوريّين أنفسهم ! .
    لكن السؤال ماذا لو قرّر أن الوقت حان لقتل الأميركي في المنطقة وتدمير مشروعه ؟ .والحكمة تقول بان نطيل الوقوف عند كلام سيد المقاومة :
    ” انتم الجيل الذي سوف يشهد الانتصارات الكبرى “قرار الحسم صدر ولا شي يوقفه , مسؤول صهيوني علّق على تزويد الغوّاصات بصواريخ نوويّة :
    ” هذا غير كاف , أن نضع تل أبيب بالكامل في غواصة أو ملجأ محصن تحت الأرض حل أفضل “

    تل أبيب رهينة والخاطف غاضب جدا وهذا سبب كاف ليرتعد الغرب ويَعَض مؤخّرته .
    في أي عراك يجب أن تمتلك التوقيت , نصف انتصار أن تجعل عدوك في المعركة يرتّب أعماله على :توقيت ساعة يدك , هم الآن يتصرّفون وفق التوقيت السوري وتذكّر دائما بان :
    ” المعركة لعبة , لكن يجب أن تلعبها بحكمة وبمنتهى الجديّة ” ( من ! . يملك الشيفرة لفك كلام السيد الرئيس عندما نبّه إلى زلزال ما في الشرق )
    تساءل مسؤول غربي : هل من الحكمة التحرّش برجل يقاس وقع كلامك معه : بالريختر !.الشام مازالت تلعب بأعصاب متينة .
    من منّا لا ينحني أمام البلاغة الدبلوماسية في معرض رد المعلم على توقّعات جوبييه بتنحي الأسد :
    ” عيش وبتشوف , إذا الله كتبلك طولة العمر “
    أين هو الآن جوبييه ؟! .
    الدبلوماسية التي بدأت بمكاتيب غرام وقعها المعلم ” الحب من طرف واحد مضني “
    ولن تنتهي عند الـ : TOPOLOFE الذي انطلق من غواصة روسية وتناثر حطامه فوق :
    ” تركيا , الكيان الصهيوني , سوريا , لبنان “
    انتبهوا , الروسي يريد أن يقول شيئا بطريقة مؤدبة لمرة أخيرة ! .الجامعة العربية كشخصية اعتبارية فاعلة شنقت نفسها بحبل تدلى من أعلى ” صرماية ” المعلم .
    ومجلس الأمن اعدم نفسه أيضا باعترافه بالإرهاب .سيّد المقاومة قال : ما بعد بعد حيفا .
    ماذا لو خرج الأسد وقال : ما بعد بعد الشرق الأوسط ! .
    ماذا لو اكتشف مخططو البنتاغون أن مدى الصواريخ السورية يفوق الألف كيلومتر بمرات عدة وليست محمّلة بالورود …
    جهاز مخابراتي عالمي همس في إذن جهازنا الأمني :
    ( سأقتلك بيدي شعبك , أنت تدرك أنّها مؤامرة , لكنك لن تستطيع إقناع شعبك بوجودها )إذا هي لعبة ذكاء لكن بالدم .
    كان جواب الدماغ الأمني السوري :
    ( سأجعلك تعيد تمثيل الجريمة في برنامج : ” الشرطة في خدمة الشعب ” )
    جدول أعمال الشرق ممتلئ هذا الصيف , نحن في لحظة كل جيوش المنطقة متأهّبة ولنوسّع المشهد أكثر ,كل جيوش العالم من أميركا إلى الصين مرورا بالـ TOPOLOFE الروسي .
    أطراف الجبهة جغرافيا : الكيان العبري , بلاد الحجاز , جيب لبناني تافه , و :التركي لن يكون طرفا لأنه يفضّل القيام بأمور أخرى على الانتحار بالمسدس السوري !
    الجبهة هنا متحركة لن تأخذ شكلا نهائيا ولا تعديل أخير عليها ,مسرحها سيكون من كاليفورنيا حيث مقر عمليات الجيوش الأميركية إلى البحر الأصفر .
    مع وجود صواريخ عابرة منها على متن سفن وغواصات وقاذفات إستراتيجية ،كل نقطة من هذا العالم قد يجري تشغيلها في البرنامج العسكري .
    كان الرومان يقيمون معسكراتهم بعيدا عن شرايين التنين ( خطوط هارتمن )
    ولهذا السبب أيضا لا يستطيع الأمريكيين إقامة معسكراتهم في الشرق الأوسط مع وجود خطوط ( الصين روسيا , إيران , العراق , سوريا ) أمريكا تريد شرق أوسط الكنتونات الطائفية والعودة بنا إلى عصر القبيلة .
    لكن وبتضييق المشهد , مع إيران والعراق وسوريا بما تحمل قيمه الجغرافية والاقتصادية والعسكرية والعقائدية من إمكانات هائلة تجعل الشرق الأوسط ساقط بالكامل بالقبضة السورية بما فيها
    ” الكيان الصهيوني ” مجرّد التفكير بهذا الفرض يصيب العقل الغربي بالصداع وهو الآن يمتلك :
    كل عناصر قيامه ككيان جبهي , فولاذي قادر ليس على قلب طاولة إنما :
    على تكسير قارة أسيا فوق رؤوس أعداءه .
    ومن انتبه لما يحدث في الدولة العبرية ؟ .
    الفكر الصهيوني يقوم من الفرات إلى النيل لكن هذا الكيان المسبق الصنع الآن ينكفئ إلى :
    ما وراء جدران إسمنتية مع غزة والأردن وقريبا مع لبنان .
    الأميركي بالعقيدة العسكرية يقوم على الخلد كأسلوب حياة , بمعنى :
    ” احفر لعدوّك ” وبلحظة معيّنة اسحب الأرض من تحت قدميه ,
    وهذا بالضبط ما تفعله الآن في سوريا .شعور رائع يبعث على الطمأنينة أن تجد عدوّك يدمّر نفسه , إذا ما يجري في سوريا ربح صافي لأعدائها . الذي يحدّد أداء الأطراف والنهايات في الفترة المقبلة هو مدى قدرة سوريا على القبض على حدودها .
    يتكرّر في السينما مشهد نزع المعدات الطبية ووضع المخدة على وجه المريض حتى يختنق ,
    لنستبدل بالمريض ” الجسد الإرهابي ” والمخدة بـ ” البوط العسكري السوري ” , بدقة هذا ما سيحدث . الحسم في الداخل يعني هزيمة مشروع في مشروع تكتيكي هو الانسحاب بأقل الخسائر .
    الأميركي سيحاول البيع في تركيا والخليج ولبنان وجورجيا لكن :
    نظرية ” تسمين العجول ” لن تلقى قبولا لأن :
    اردوغان والحمدين وغيرهما بالنسبة للسوري مجرد :
    ” مسمار في حذاء ” لن يدفع لإسقاط حالة ساقطة بحكم الطبيعة بل سيبدأ على الفور بإعادة تركيب الشرق الأوسط ميكانيكيا وإيديولوجيا .
    لهذه الأسباب أميركا لن تجرؤ على القتال في هذا الفرض .
    سوريا مكوّن أساسي ، وبالتالي حجر الزاوية في الإستراتيجية الروسيّة ,والفيتو المزدوج دبلوماسي في قاعات مجلس الأمن وعسكري على الأرض .
    من يتذكّر مقولة الملكة الروسيّة كاترين :
    ” يجب الوصول إلى المياه الدافئة كي لا نتجمد في صقيع الشمال “
    وأيضا دينيّا : روسيا الأرثوذكسية تابعة لسوريا ( مركز المسيحية العالمية ) ،وهي أيضا ويا للمصادفة الجميلة ( المركز العالمي للإسلام المعتدل ) .
    ( هل لاحظتم كيف يتصرّف بوتين ووزير خارجيته بالـ : ” موضوع السوري ” كجندي في معركة )
    اللعبة بإحدى غاياتها كانت :
    إسقاط روسيا في أوربا من خلال خط NAPKOوآخر قطري يمر بسوريا إلى أوربا وثالث من شمال إفريقيا
    ومع وضع اليد على احتياطي المتوسط المقدر بضعفي الاحتياطي الروسي من الغاز تصبح أمريكا :
    مدير ” لشركة ” OPIC .
    طبعا الصيني معني مباشرة بالتداعيات الكارثيّة لهذا المشروع .

    إذا الوجود السوري ليس مجرد كماليّات أو رفاه استراتيجي لهما إنما وبمنتهى الدقة :

    سوريا خشبة الخلاص لكل دول وإمبراطوريّات الشرق

  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق